16-10-2025
14
رحلة إنقاص الوزن ليست سهلة، خصوصًا مع تكرار المحاولات الفاشلة والقيود الصارمة للأنظمة الغذائية. هنا تأتي عملية التكميم كأمل جديد، تمنح المرضى فرصة حقيقية لبداية مختلفة. فالتكميم لا يعني فقدان الكيلوغرامات فقط، بل استعادة الثقة بالنفس، والتخلص من الأمراض المرتبطة بالسمنة، والعيش بجودة حياة أفضل وأكثر راحة على المدى البعيد.
تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy) هي إحدى أشهر جراحات السمنة التي تهدف إلى إنقاص الوزن بشكل فعّال. تعتمد هذه العملية على إزالة حوالي 80% من حجم المعدة، وإبقاء جزء صغير على شكل أنبوب ضيق يشبه حجم وشكل الموزة.
عادةً ما تُجرى عملية التكميم بالمنظار من خلال عدة شقوق صغيرة في الجزء العلوي من البطن، يمكن من خلالها إدخال أدوات جراحية دقيقة. يُستأصل معظم الجزء الأيسر من المعدة، بينما يُعاد تشكيل الجزء المتبقي على هيئة أنبوب ضيق يُسمى الكُم (Sleeve).
بعد العملية، يمر الطعام عبر المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بالطريقة الطبيعية نفسها كما كان قبل الجراحة، إذ لا تُجرى أي تغييرات على الأمعاء الدقيقة.
لا تُعد عملية تكميم المعدة خطوة أولى في رحلة إنقاص الوزن، بل تُجرى وفق معايير طبية دقيقة تضمن أن يكون المريض مؤهلاً للاستفادة منها وتحقيق نتائج آمنة وفعّالة. ويمكن تلخيص أهم هذه الشروط فيما يلي:
تُعد عملية تكميم المعدة خيارًا فعّالًا خاصة لمرضى السكري من النوع الثاني المصحوب بالسمنة، إذ يرتبط هذا النوع غالبًا بزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين. بعد فقدان الوزن الكبير الناتج عن الجراحة، تتحسن حساسية الجسم للإنسولين وتنضبط مستويات السكر في الدم، مما قد يقلل الحاجة إلى الأدوية.
أما في حالة السكري من النوع الأول، فالوضع يختلف، إذ يعتمد المرض بشكل أساسي على نقص إنتاج الإنسولين نتيجة خلل مناعي أو وراثي، ما يجعل العلاج بالإنسولين ضروريًا مدى الحياة. ورغم أن التكميم لا يُعالج السبب المباشر لهذا النوع، إلا أنه قد يُفيد في تقليل الوزن وتحسين الصحة العامة، وبالتالي خفض مخاطر الأمراض المصاحبة للسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
يختلف معدل فقدان الوزن بعد تكميم المعدة من شخص لآخر، لكنه في الغالب يكون ملحوظًا ويمتد لسنوات إذا التزم المريض بتغييرات أسلوب الحياة بعد العملية. تشير الدراسات إلى أن معظم المرضى قد يخسرون حوالي 60% من وزنهم الزائد خلال أول عامين من الجراحة.
هذه النسبة ليست ثابتة للجميع، فقد تكون أعلى عند من يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا مع ممارسة الرياضة بانتظام، وقد تقل عند من يهملون التغييرات المطلوبة.
من الممكن أن يستعيد بعض المرضى جزءًا بسيطًا من الوزن بعد فترة، لكن يبقى الفقدان العام مهمًا وذو تأثير إيجابي على الصحة. كما يلاحظ كثير من المرضى تحسنًا في القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية، مع شعور عام بجودة حياة أفضل.
رغم أن عملية تكميم المعدة تُعد آمنة وفعّالة عند إجرائها بيد فريق متخصص، فإنها كأي تدخل جراحي قد تحمل بعض المضاعفات المحتملة. معظم هذه المضاعفات نادرة الحدوث، ويمكن التعامل معها طبيًا عند اكتشافها مبكرًا.
إذ قد تظهر بعض المشكلات المؤقتة، مثل: نزيف بسيط أو عدوى محدودة في مكان الجراحة أو تفاعل تحسسي مع التخدير.
كما قد يواجه بعض المرضى أعراض طويلة الأمد، والتي تشمل:
رحلة إنقاص الوزن تبدأ بقرار، وقراركِ قد يكون هو النقطة الفاصلة بين الاستسلام للسمنة أو استعادة صحتكِ وحياتكِ. اختياركِ لعملية التكميم قد يمنحكِ فرصة حقيقية للتغيير، لكن الأهم أن تكون هذه الخطوة في بيئة آمنة وتحت إشراف نخبة من الأطباء المتخصصين.
في عيادات كلاريتي، نحرص على أن تكون تجربتكِ مدروسة بعناية، بدءًا من التقييم الشامل لحالتكِ وصولًا إلى المتابعة الدقيقة بعد الجراحة.
احجزي استشارتكِ الآن مع خبراء كلاريتي، وخطوتكِ الأولى نحو حياة أكثر صحة تبدأ من هنا.