27-10-2025
61
تبدأ الحكاية غالبًا بنظرة سريعة في المرآة قبل مناسبة مهمة. تلاحظين شيئًا ما تغيّر، لا تعرفين إن كان بسبب الإضاءة أو التعب. لكن الحقيقة أن الرقبة هي أول من يهمس بعمر البشرة. وهنا يأتي دور شد الرقبة ليعيد ما سلبه الوقت بدقة ولطف.
تُعدّ عملية شدّ الرقبة من الإجراءات التجميلية المتقدمة التي تهدف إلى استعادة التناسق بين ملامح الوجه والرقبة عبر إزالة الجلد الزائد وشدّ الأنسجة العميقة.
مع التقدّم في العمر، تبدأ الرقبة في كشف التغيّرات التي تمرّ بها البشرة والعضلات بشكلٍ أسرع من الوجه أحيانًا، إذ إن الجلد في هذه المنطقة رقيق بطبيعته وتقلّ فيه الغدد الدهنية المسؤولة عن الترطيب والمرونة، مما يجعله أكثر عرضة للترهل وظهور التجاعيد.
تُعرف هذه الحالة طبيًا باسم ترهّل عضلة البلاتيسما (Platysma laxity)، وهي العضلة التي تمنح الرقبة والفك تماسكهما وانسيابهما. ومع ضعفها التدريجي، يفقد الجلد قدرته على الدعم، فتبدأ ملامح الرقبة في الارتخاء والتهدّل.
تظهر الحاجة إلى شدّ الرقبة عندما تفقد المنطقة تماسكها أو تتكوّن فيها علامات واضحة تدل على شيخوخة الجلد أو ضعف العضلات. ومن أبرز هذه العلامات:
هذا الترهل لا يمكن علاجه بالكريمات أو العلاجات الموضعية لأن سببه ضعف في الأنسجة العميقة وليس سطح الجلد فقط.
تُعدّ من أكثر الأسباب التي تدفع النساء إلى التفكير في شدّ الرقبة، إذ يصعب إخفاؤها بالمستحضرات التجميلية.
عندها يكون شدّ الرقبة خيارًا مثاليًا لاستعادة التناسق بين الوجه والرقبة وتحقيق مظهر متناغم طبيعي.
كما تظهر الحاجة إلى شدّ الرقبة أيضًا في حالات فقدان الوزن الكبير الذي يترك وراءه جلدًا مرتخيًا لا يعود إلى مكانه الطبيعي، وعند ظهور الخطوط الأفقية التي تظهر مع تكرار طيّ الرقبة وهو ما يُعرف حاليًا باسم متلازمة الرقبة النصية أو بمتلازمة النص العنقي (Text neck).
تُجرى عملية شدّ الرقبة تحت إشراف طبيب جراحة التجميل المختص، وفق خطوات محددة تضمن دقة النتيجة وسلامة المريضة والمتمثلة في:
تبدأ النتائج في الظهور تدريجيًا بعد العملية مع تراجع التورّم والكدمات خلال الأسابيع الأولى، بينما تصل النتيجة النهائية إلى وضوحها الكامل خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، بعد أن يلتئم الجلد تمامًا وتستقر أنسجة الرقبة في موضعها الجديد.
في هذه الفترة، يُنصح بتجنّب ارتداء الملابس الضيّقة أو التي تُسحب فوق الرأس، والالتزام بتعليمات الطبيب بدقة للحفاظ على التئام الجروح دون شدّ أو ضغط.
كما أن الابتعاد عن الشمس المباشرة، واستخدام واقٍ شمسي، واتباع نمط حياة صحي يساعد في الحفاظ على النتائج لفترة طويلة.
عادةً ما تمنح العملية مظهرًا أكثر شبابًا وراحة، وتُعيد تحديد الفك والرقبة بشكل طبيعي. ورغم أن النتائج تكون مُرضية في أغلب الحالات، قد تتطلب بعض الحالات إجراءات تكميلية بسيطة لتحسين التفاصيل الدقيقة أو تعزيز التناسق العام.
تختلف تكلفة شدّ الرقبة من عيادة إلى أخرى حسب عدة عوامل، أهمها خبرة الطبيب، ونوع التقنية المستخدمة، ومدى الترهل، وحاجة الحالة إلى إجراءات إضافية، مثل شدّ الفك أو شفط الدهون من تحت الذقن.
بشكلٍ عام، تتراوح التكلفة التقريبية لشدّ الرقبة في السعودية بين 10,000 إلى 40,000 ريال سعودي، وقد تكون أقل أو أعلى تبعًا لتفاصيل الحالة وخطة العلاج المناسبة.
من المهم إدراك أن السعر لا يُقاس فقط بالإجراء نفسه، بل بجودة النتائج، ودرجة الأمان، والرعاية الطبية قبل وبعد العملية. لذلك يُنصح دائمًا بسؤال الطبيب المختص مباشرة للحصول على تقييم دقيق وتكلفة تناسب احتياجاتكِ الفردية.
نُلخّص الأمر بأن الرقبة هي المرآة الصادقة لعمر البشرة، وأي تغيّر فيها لا يؤثر فقط في مظهر الوجه، بل على توازنه وانسجامه الكامل. فهي المنطقة التي تكشف خفية الزمن حتى عندما يظل الوجه نضرًا. ومع ذلك، فإن التقدّم في العمر لا يعني فقدان الجمال، بل يتطلّب وعياً طبياً وعناية مبكرة للحفاظ على مرونة البشرة وصحتها.
تذكّري دائمًا أن شدّ الرقبة ليس مجرّد إجراء تجميلي، بل استثمار في راحتكِ وثقتكِ بنفسكِ.
فالرقبة ليست تفصيلًا ثانويًا في ملامحكِ، بل امتداد لأنوثتكِ، وأناقتكِ، وتوازنكِ الداخلي قبل الخارجي. احجزي موعد استشارتكِ اليوم في عيادات كلاريتي.