حب الشباب: الأسباب والأعراض وأسرع طرق العلاج

حب الشباب: الأسباب والأعراض وأسرع طرق العلاج

07-07-2025

34

حب الشباب: الأسباب والأعراض وأسرع طرق العلاج

هل تعتقدين أن غسل وجهكِ باستمرار يمنع ظهور الحبوب؟ أو أن حب الشباب مجرّد مرحلة تنتهي مع المراهقة؟ إذا كانت إجابتك "نعم"، فأنتِ لست وحدكِ. فالكثير منا وقع في فخ المفاهيم الخاطئة حول هذه الحالة الجلدية الشائعة. الحقيقة أن  حب الشباب ليس مجرد مشكلة سطحية، بل تجربة تمسّ الثقة بالنفس، وتخفي خلفها مشاعر من القلق أو الخجل وحتى العزلة.

لذلك، لا بد من تصحيح المعلومات، وفهم الأسباب الحقيقية، لاختيار العلاج الأكثر فعالية لبشرة صافية ونفس مطمئنة.

الأسباب الرئيسية لظهور حب الشباب

يعود ظهور حب الشباب إلى مجموعة من العوامل المعقّدة، إلا أن هناك أسبابًا رئيسية تلعب الدور الأكبر في تفاقمه وظهوره على الجلد، وهي:

 

  • التغيرات الهرمونية: تؤدي زيادة هرمونات الأندروجين، مثل التستوستيرون—خاصة في البلوغ—إلى تحفيز الغدد الدهنية وزيادة إفراز الزهم، مما يسبب انسداد المسام.

كما قد تؤدي التقلبات الهرمونية خلال الحمل والدورة الشهرية وبعض الحالات المرضية إلى ظهور الحبوب.

 

  • إفراز الدهون الزائد: الإفراط في إفراز الزهم من الغدد الدهنية يؤدي إلى اختلاطه بخلايا الجلد الميتة، وتجمعه في المسام، وظهور الرؤوس السوداء أو البيضاء.

 

  • نمو البكتيريا: تتواجد على الجلد بكتيريا بشكل طبيعي ولكن عند انسداد المسام،  قد تنمو بشكل مفرط وتُسبب التهابات جلدية تؤدي إلى تكوّن البثور، والعقيدات، أو حتى الكيسات المؤلمة.

 

  • الالتهاب: حب الشباب في جوهره حالة التهابية، حيث تساهم الجزيئات الالتهابية في جميع مراحل تكون البثور، مسببة احمرارًا وألمًا موضعيًا يُرافق الحبوب.

 

  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي لحب الشباب يزيد من احتمالية الإصابة، مما يدل على وجود استعداد وراثي.




 

  • الأدوية: بعض الأدوية قد تؤدي إلى تفاقم حب الشباب أو التسبب في ظهوره، من بينها: الكورتيكوستيرويدات، والستيرويدات البنائية، والليثيوم، وبعض العلاجات الهرمونية.

 

  • العوامل الغذائية: رغم أن العلاقة بين النظام الغذائي وحب الشباب لا تزال قيد الدراسة، تشير بعض الأدلة إلى أن تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع (مثل الخبز الأبيض) أو الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى أحماض أوميغا 3، ومضادات الأكسدة، والزنك قد يُسهم في تفاقم الحالة.

 

  • الضغط النفسي: التوتر لا يُسبب حب الشباب بشكل مباشر، لكنه يُساهم في زيادته من خلال رفع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يُحفّز إنتاج الزهم ويزيد من الالتهاب الجلدي.

 

كما أن هناك بعض العوامل البيئية والممارسات اليومية التي قد تُفاقم حب الشباب حتى وإن كانت ليست من الأسباب، مثل:

  • التعرّض للتلوث والرطوبة دون تنظيف البشرة بشكل صحيح.
  • الضغط الميكانيكي الناتج عن ارتداء الخوذ أو الملابس الضيقة.
  • العناية غير الصحيحة بالبشرة كالفرك القاسي أو العبث بالبثور. 

العلامات المبكرة والأعراض الشائعة لحب الشباب

تختلف أعراض حب الشباب من شخص لآخر، إذ قد تبدأ بشكل خفيف ثم تتطوّر إلى مراحل أكثر التهابية في حال لم تُعالج مبكرًا. وغالبًا ما تظهر البثور في المناطق الغنية بالغدد الدهنية، مثل الوجه، والجبهة، والصدر، والكتفين، وأعلى الظهر، وأحيانًا الأرداف.

 

تبدأ المرحلة الأولى بظهور آفات غير التهابية وتنقسم إلى نوعين:

 

  • الرؤوس البيضاء (المسام المسدودة): وهي نتوءات صغيرة بلون الجلد أو باللون الأبيض، تنشأ نتيجة انسداد المسام بتراكم الزهم وخلايا الجلد الميتة دون انفتاحها على السطح.

 

  • الرؤوس السوداء (المسام المفتوحة): تظهر كنقاط داكنة عندما تنفتح المسام على السطح، مما يؤدي إلى أكسدة المحتوى الدهني داخلها وتحوّله إلى اللون الأسود.

 

ومع تطوّر الحالة، تبدأ الآفات الالتهابية في الظهور، وتشمل ما يلي:

 

  • الحطاطات: بثور صغيرة حمراء ومؤلمة، ناتجة عن التهاب سطحي في الجلد، وغالبًا ما تكون صلبة عند اللمس.

 

  • البثور الصديدية: تشبه الحطاطات لكنها تحتوي على رأس أبيض أو أصفر مملوء بالصديد، وتُحيط بها قاعدة حمراء ملتهبة.

 

  • العُقيدات: كتل عميقة تحت الجلد، صلبة ومؤلمة، لا تحتوي على صديد ولكنها تشير إلى التهاب شديد، وقد تترك آثارًا دائمة إذا لم تُعالَج.

 

  • الآفات الكيسية: أكبر وأشد أشكال حب الشباب، وهي كتل عميقة مليئة بالصديد، غالبًا ما تكون مؤلمة جدًا وترتبط بارتفاع خطر حدوث ندبات واضحة.

 

تمثّل هذه الأعراض درجات متفاوتة من حب الشباب، وتستدعي المتابعة الطبية المبكرة لتجنّب المضاعفات الجلدية طويلة الأمد.

أنواع حب الشباب وكيف تفرق بينها

يُصنّف حب الشباب إلى نوعين رئيسيين:

 

  • حب الشباب غير الالتهابي: يشمل الرؤوس البيضاء والسوداء، ويُعدّ من الأنواع الخفيفة التي لا تُصاحبها علامات التهاب واضحة.

 

  • حب الشباب الالتهابي: ويشمل الحطاطات، والبثور الصديدية، والعُقيدات، والآفات الكيسية. تختلف شدة هذا النوع بحسب عمق الالتهاب وحجم الآفة، ويتطلب علاجًا طبيًا متخصصًا.

 

تحديد نوع حب الشباب بدقة يساعد على اختيار العلاج الأنسب، سواء كان موضعيًا لحالات الخفيفة، أو دوائيًا وفوريًا للحالات الشديدة والمعرّضة للندبات. لنتعرف سوياً إلى أبرز طرق العلاج وأكثرها فعالية.

أفضل علاج لحب الشباب

يعتمد علاج حب الشباب على نوعه وشدّته واستجابة البشرة، ويهدف إلى تقليل الالتهاب، ومنع ظهور حبوب جديدة، ومساعدة الجلد على التعافي دون ندبات. وتشمل طرق العلاج:

العلاجات الموضعية لحب الشباب

تُستخدم العلاجات الموضعية لحالات حب الشباب الخفيف إلى المتوسط، وتضم:

  • الريتينويدات: تُقشر الجلد وتمنع انسداد المسام. تُستخدم ليلًا، ولكنها تزيد من حساسية البشرة للشمس، ولا يجب استخدامها في أثناء الحمل.

 

  • المضادات الحيوية الموضعية: تهدف إلى تقليل البكتيريا والالتهاب، وتُستخدم لفترة مدروسة، وغالبًا ما تُدمج مع مادة البنزويل بيروكسيد.

 

  • حمض الأزيليك: يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والالتهاب، ويُفيد في حال تحسّس البشرة من الريتينويدات.

 

  • حمض الساليسيليك: يساعد على منع انسداد المسام، لكن فعاليته العلمية ما زالت محدودة فلا يستخدم كعلاج فردي.

أدوية حب الشباب عن طريق الفم 

في الحالات المتوسطة إلى الشديدة قد يلجأ الأطباء للعلاجات الدوائية الفموية التي من أهمها:

  • المضادات الحيوية، مثل: الدوكسيسايكلين (Doxycycline)، والمينوسايكلين (Minocycline) والتي تُقلل البكتيريا والالتهاب. يجب أن تؤخذ تحت إشراف طبي ولفترة محدودة لتجنّب فرط الاستخدام والآثار الجانبية.

 

  • الإيزوتريتينوين (Isotretinoin): أقوى علاج لحب الشباب الشديد والمستعصي، يعمل على جميع العوامل المسببة. يتطلب إشرافًا طبيًا دقيقًا نظرًا لاحتمال حدوث آثار جانبية خطيرة، منها خطر العيوب الخَلقية، لذا يُمنع تمامًا أثناء الحمل وفي حالات التخطيط له.

 

  • العلاجات الهرمونية: فعالة خاصة لدى النساء، إذ تعمل على خفض مستوى الأندروجينات وتقليل إفراز الزهم.

 

ما هي جلسات علاج حب الشباب؟

توفر العيادات الطبية مجموعة من الحلول المتقدّمة التي تُعزز نتائج العلاج وتُسرّع شفاء البشرة، مثل:

 

  • التقشير الكيميائي الطبي باستخدام أحماض مقشّرة مناسبة لنوع البشرة، مثل الساليسيليك أو الجليكوليك لتنظيف المسام وتحفيز تجدد الخلايا. 

 

  • جلسات الليزر لتقليل نشاط الغدد الدهنية، وعلاج آثار الحبوب والندبات.

 

  • العلاج الضوئي (LED Therapy) باستخدام ضوء أزرق وأحمر، لقتل البكتيريا وتهدئة الالتهاب.

 

  • حقن الستيرويد الموضعي لعلاج العقيدات أو الكيسات المؤلمة بسرعة وتخفيف التورم.

 

  • جلسات تنظيف البشرة العميق لإزالة الرؤوس السوداء والبيضاء وتحسين مظهر البشرة.

 

قد لا يستطيع الطبيب إجراء بعض هذه الجلسات في حالات حب الشباب النشط أو الالتهابي، لذا لا توجد وصفة واحدة تناسب الجميع، فاختيار العلاج لا يعتمد على الأفضلية المطلقة، بل على ما يناسب حالة كل شخص وفقًا لتقييم الطبيب ونوع الآفات الجلدية ودرجة التحسس والاستجابة.

 

في رحلة علاج حب الشباب، التجربة العشوائية قد تُكلفكِ وقتًا، ومالًا، وجهداً. تذكري أن ما يناسب صديقتكِ قد لا يناسب بشرتكِ، لأن كل حالة فريدة وتحتاج لتشخيص دقيق وخطة علاجية مخصصة.

في عيادات كلاريتي، لا نترككِ تجربين. بل نرشدكِ. فريقنا الطبي لا يقدّم علاجات عامة، بل يصغي لبشرتكِ، ويفهم احتياجاتها، ويقترح ما يناسبها علميًا وعملياً.